شعار الديوان التميمي

وقعة يوم الأحد

للشاعر: عمرو الوراق

وَقعَةُ  يَوم الأَحَدِ
صارَت  حَديثَ الأَبَدِ
كَم جَسَدٍ أَبصَرتُهُ
مُلقىً وَكَم مِن جَسَدِ
وَناظِرٍ كانَت لَهُ
مَنِيَّةٌ بِالرَصَدِ
أَتاهُ  سَهمٌ عائِرٌ
فَشَكَّ جَوفَ الكَبِدِ
وَصائِحٍ  يا والِدي
وَصائِحٍ  يا  وَلَدي
وَكَم غَريقٍ سابِحٍ
كانَ  مَتينَ الجَلَدِ
لَم   يَفتَقِدهُ  أَحَدٌ
غَير بَناتِ البَلَدِ
وَكَم  فَقيدٍ  بَئِسٍ
عَزَّ  عَلى المُفتَقِدِ
كانَ  مِنَ النَظّارَةَ الـ
ـأولى  شَديدَ الحَرَدِ
لَو  أَنَّهُ  عايَنَ ما
عايَنَهُ  لَم  يَعُدِ
لَم يَبقَ مِن كَهلٍ لَهُم
فاتَ  وَلا  مِن أَمرَدِ
وَطاهِرٌ   مُلتَهِمٌ
مِثلَ  اِلتِهامِ الأَسَدِ
خَيَّمَ لا يَبرَحُ في الـ
ـعَرصَةِ مِثلَ اللّبدِ
تَقذِفُ عَيناهُ لَدى الـ
ـحَربِ  بِنارِ الوَقَدِ
فَقائِلٌ  قَد  قَتَلوا
أَلفاً  وَلَمّا يَزِدِ
وَقائِلٌ أَكثَرَ بَل
ما  لَهُم  مِن عَدَدٍ
وَهارِبٌ   نَحوَهُمُ
يَرهَبُ مِن خَوفِ غَدِ
هَيهاتَ لا تُبصِرُ مِمـ
ـمَن  قَد مَضى مِن أَحَدِ
لا يَرجِعُ الماضي إِلى الـ
ـباقي  طِوالَ  الأَبَدِ
قُلتُ  لِمَطعونٍ وَفيـ
ـهِ  روحُهُ  لَم تبدِ
مَن  أَنتَ يا وَيلَكَ يا
مِسكينُ  مِن مُحَمَّدِ
فَقالَ  لا مِن نَسَبٍ
دانٍ  وَلا  مِن بَلَدِ
لَم   أَرَهُ  قَطُّ  وَلَم
أَجِد  لَهُ  مِن صَفَدِ
وَقالَ  لا  لِلغَيِّ قا
تَلتُ  وَلا  لِلرَشَدِ
إِلّا  لِشَيءٍ عاجِلٍ
يَصيرُ مِنهُ في يَدي