وصاحب لا كان من صاحب
للشاعر: محمود سامي البارودي
وَصَاحِبٍ لا كَانَ مِنْ صَاحِبٍ
أَخْلاقُهُ كَالْمِعْدَةِ الْفَاسِدَهْ
أَقْبَحُ مَا فِي النَّاسِ مِنْ خَصْلَةٍ
أَحْسَنُ مَا فِي نَفْسِهِ الْجَامِدَهْ
لَوْ أَنَّهُ صُوِّرَ مِنْ طَبْعِهِ
كَانَ لَعَمْرِي عَقْرَباً رَاصِدَهْ
يَصْلُحُ لِلصَّفْعِ لِكَيْلا يُرَى
فِي عَدَدِ النَّاسِ بِلا فَائِدَهْ
يَغْلِبُهُ الضَّعْفُ وَلَكِنَّهُ
يَهْدِمُ فِي قَعْدَتِهِ الْمَائِدَهْ
يُرَاقِبُ الصَّحْنَ عَلَى غَفْلَةٍ
مِنْ أَهْلِهِ كَالْهِرَّةِ الصَّائِدَهْ
كَأَنَّمَا أُظْفُورُهُ مِنْجَلٌ
وَبَيْنَ فَكَّيْهِ رَحىً راعِدَهْ
كَأَنَّمَا الْبَطَّةُ فِي حَلْقِهِ
نَعَامَةٌ فِي سَبْسَبٍ شَارِدَهْ
تَسْمَعُ لِلْبَلْعِ نَقِيقاً كَمَا
نَقَّتْ ضَفَادِي لَيْلَةٍ رَاكِدَهْ
كَأَنَّمَا أَنْفَاسُهُ حَرْجَفٌ
وَبَيْنَ جَنْبَيْهِ لَظىً وَاقِدَهْ
وَيْلُمِّهِ إِذْ مَخَضَتْ هَلْ دَرَتْ
أَنَّ الرَّدَى فِي بَطْنِهَا الْعَاقِدَهْ
تَبَّاً لَهَا شَنْعَاءَ جَاءَتْ بِهِ
مِنْ لَقْحَةٍ فِي فَقْحَةٍ كَاسِدَةْ
لا رَحْمَةُ اللهِ عَلَى وَالِدٍ
غَمَّ بِهِ الدُّنْيَا ولا وَالِدَهْ
عن الشاعر
محمود سامي البارودي
