نظرت إلى الرغيف فرد روحي

للشاعر: ابن الرومي

نظرتُ إلى الرغيفِ فردّ رُوحِي
لدى حجرٍ يرُضُّ ولا يُرَضُّ
فتىً ما زالَ ينهضُ للمخازي
وليس له إلى العَلياء نَهْضُ
سجيتُهُ طِوال الدهر قبضٌ
وكلُّ سجيَّةٍ بسطٌ وقبضُ
ولؤم الناس طولٌ دون عَرضٍ
ولكن لؤمُهُ طُولٌ وعَرض
تعادى كُل شيء منه لؤماً
فبعضٌ منه يهربُ منه بعض
يخَفِّضُهُ المناذِل وهو نَصْبٌ
وينْصِبُهُ الفواعلُ وهو خَفضُ
أراني عنده يوماً رغيفاً
يُقاتِلُ عنه جيشٌ لا يُفضُّ
فقبّلتُ الرَّغيف وقلتُ خيراً
وشُكرُ المحسنِ المأمول فرض
فلما أن فغرتُ فمِي عليه
لأكْدمَهُ وفي الأحشاءِ مضّ
إذا رجلٌ يقول وليس يَكنى
ألا ترضى تُقَبل أو تَعَضُّ
فقلتُ وما سبيلُ الخبزِ فيكم
فقال سبيلُه بيْعٌ وقرض
ولستُ أقول من هوَ فاعرفوهُ
وهل في الأرض غيرُ الأرض أرضُ
سرى في عِرضهِ دنسٌ قديمٌ
وتأنيث فما يَنْفيه رحضُ
فليس لرأيه في الخيرِ فتلٌ
ولا لدهائهِ في الشرِّ نَقضُ
تراهُ وكلُّ شيءٍ فيه مذْقٌ
ولكن لؤْمُهُ مذ كان مَحْضُ
مخضتُ فما اتّقى مخضِي بزبدٍ
وهل يُعطيكَ زُبدَ الماءِ مخضُ
أريْناه الطبيبَ فجسّ مِنه
فأقسم ما لجودٍ فيه نبضُ
0 أبيات مختارة

عن الشاعر

ابن الرومي

مجلس قراء هذه القصيدة

مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات

💬 التعليقات0

يجب عليك تسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

تسجيل الدخول / إنشاء حساب