مُعاويَ إِلّا تُعطِنا الحَقَّ تَعتَرِف
لِحى الأَزدِ مَشدوداً عَلَيها العَمائِمُ
أَيَشتُمُنا عَبدُ الأَراقِمِ ضلَّةً
وَماذا الَّذي تُجدِي عَلَيكَ الأَراقِمُ
فَمالِيَ ثَأرٌ غَيرُ قَطعِ لِسانِهِ
فَدونَكَ مِن يُرضيهِ عَنكَ الدَراهِمُ
وَارعَ رُوَيداً لا تَسُمنا دَنِيَّةً
لَعَلَّكَ في غِبِّ الحَوادِثِ نادِمُ
مَتى تَلقَ مِنّا عُصبَةً خَزرَجِيَّةً
أَو الأَوسَ يَوماً تَختَرِمكَ المَخارِمُ
وَتَلقَكَ خَيلٌ كَالقَطا مُسبَطِرَّةٌ
شَماطيطُ أَرسالٌ عَلَيها الشَكائِمُ
يُسَوِّمُها العَمرانِ عَمرو بِنُ عامِرٍ
وَعُمرانُ حَتّى تُستَباحَ المَحارِمُ
فَتَطلُبَ شَعبَ الصَدعِ بَعدَ اِنفِتاقِهِ
فَتَعيا بِهِ فَالآنَ وَالأَمرُ سالِمُ
وَإِلا فَبَزّي لَأمَةٌ تُبَّعِيَّةٌ
مَواريثُ آبائي وَأَبيضُ صارِمُ
فَإِن كُنتَ لَم تَشهد بِبَدرٍ وَقيعَةً
أَذَلَّت قُرَيشاً وَالأُنوفُ رواغِمُ
فَسائِل بِنا حَيَّي لُؤَيِّ بِن غالِبٍ
وَأَنتَ بِما تُخفي مِن الأَمرِ عالِمُ
أَلَم تَبتَدِركُم يَومَ بَدرٍ سيوفُنا
وَلَيلُكَ عَمّا نابَ قَومَكَ نائِمُ
ضَربناكُمُ حَتّى تَفَرَّقَ جَمعُكُم
وَطارَت أَكُفٌّ مِنكُمُ وَجَماجِمُ
وَعاذَت عَلى البَيتِ الحَرامِ عَوانِسٌ
وَأَنتَ عَلى خَوفٍ عَلَيكَ تَمائِمُ
وَعَضَّت قُرَيشٌ بَالأَنامِلِ بُغَضَةً
وَمِن قَبلُ ما عُضَّت عَلَينا الأَباهِمُ
فَكُنّا لَها في كُلِّ أَمرٍ تَكيدُهُ
مَكانَ الشَجا وَالأَمرُ فيهِ تَفاقُمُ
فَما إِن رَمى رامٍ فَأوهى صَفاتَنا
وَلا ضامنا يَوماً مِنَ الدَهرِ ضائِمُ
وَإِنّي لأُغَضي عَن أُمورٍ كَثيرَةٍ
سَتُرقى بِها يَوماً إِلَيكَ السَلالِمُ
أُصانِعُ فيها عَبدَ شَمسٍ وَإِنَّني
لِتِلكَ التَّي في النَفسِ مِنّي أُكاتِمُ
فَلا تَشتُمَنّا يابنَ حَربٍ فَإِنَّما
تُرَقّى إِلى تِلكَ الأُمورِ الأَشائِمُ
فَما أَنتَ وَالأَمرُ الَّذي لَستَ أَهلَهُ
وَلَكِن وَلِيُّ الحَقِّ وَالأَمرِ هاشِمُ
إِلَيهُم يَصيرُ الأَمرُ بَعدَ شَتاتِهِ
فَمَن لَكَ بِالأَمرِ الَّذي هُوَ لازِمُ
بِهم شَرَعَ اللَه الهُدى وَاِهتَدى بِهِم
وَمِنهُم لَهُ هادٍ إِمامٌ وَخاتِمُ