عيون ساحرات بابليه
للشاعر: حسن حسني الطويراني
عُيونٌ ساحراتٌ بابليَّهْ
فَتحنَ عَلى الحشا بابَ البليَّهْ
يصلن بانكسار زاد فتكاً
عَلى بيض المَواضي المشرفيه
سفكن دمي وَهنَّ سفحن دمعي
وَأجَّجن الحشا ناراً قَويه
فَيا عَجباً لألحاظٍ مراضٍ
تذلُّ لعزها النفسُ الأَبيه
وَأَقسمُ بالخدود وَما حوته
وَما تبديهِ من فتنٍ خفيه
وَغرّتِك التي كَالبَدر حُسناً
وَطرّاتٍ عَليها حنْدُسيه
وَمرشفِك العقيقيْ إن تبدّى
ببارقةِ الثَنايا اللؤلؤيه
وَما تَحويه من لذات خمرٍ
تُعافُ لها اللذاذُ الكوثريه
وَقَدٍّ أَهيفٍ إِن قام عُجباً
سجدنَ لَهُ الرِماحُ السمهريه
لعمرُكَ ما رَأَيتُ الدَهر ظَبياً
يباري بَأسُه أُسدَ البريه
ترفقْ بالفؤاد فلستَ تدري
بِما يَلقاه صُبحاً أَو عشيه
سكنتَ بِهِ وَصار لَهُ ذمامٌ
سَيرعى بالحقوق وبالحميّه
أَتقوى كلّما ضعفت قواه
فتدنو نحوه النُّوَبُ القصيه
وَلي في الغادراتِ من الليالي
عُهودٌ مِن سَجاياك العليه
وَقَد أَفنيتُ عمري في هيامي
بما أَسرفتُ في المدد الرضيه
فَأَمضيتُ الشبيبةَ لستُ أَدري
أَفي حُلُمٍ تقضّت أَم جليه
سَقاها أَربُعاً فيها اجتلينا
مدامَ الصَفوِ في كَأسٍ شهيه
سَقاها بكرةً تتلو أَصيلاً
مدامُ الغَيثِ يَستدعي وَلِيَّه
فَسل قَلبي وَطَرفي كَيف باتا
عَلى حَرقٍ وَعبْراتٍ أتيه
فَذاك يجولُ في رَوض الأَماني
وَتلكَ تجودُ مِن حذر المَنيه
وَصَبري كان طوداً زلزلته
دَواعي الدَهر وَاغتالت رَسِيَّه
عَصَتني طائعاتُ الصَبر لَما
أطاعتها مدامعيَ العَصيه
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
حسن حسني الطويراني
