علل الأمور يحار في تشخيصها
للشاعر: حسن حسني الطويراني
عِلَلُ الأُمور يُحارُ في تشخيصها
عمّت بليتها عَلى تخصيصها
فَكأن آدم وَرّث الدُنيا الأَسى
فَبنوه في كدٍّ عَلى تحصيصها
وقضية الحدثان بين تناقض
يتحيّر التالون في تلخيصها
وَسريرة الأَيام قد خفيت وَكَم
جدّ الأَنامُ فضلّ عن تفحيصها
وَالمرء ظلٌّ كلما أَمّلتَه
جدّت يَد الأَقدار في تقليصها
وَمدامةُ الأَفراح مهما رُوِّقت
همّت همومُ الدَهر في تغصيصها
وَإِذا تصافت عيشةٌ لمجامع
زادت يَدُ التَفريق في تنغيصها
كَم وَصلة قَد قلّصت في لمحة
بعد انقضاء العُمر في تخليصها
يا صاحبي إِن الزَمان ذُنوبُه
تَبقى وَيَفنى العُمر في تمحيصها
فانقص من الآمال في لذاته
إِن ازدياد الأنس في تنقيصها
ما أَتعب الأَجسامَ في طلب المُنى
بَين ازدجار نُهاك أَو تحريصها
فاعرض ترح نفساً يردّدها الهَوى
أَقدامها لم يخل من تنكيصها
واقنع بما خط القضاءُ عَلى النَوى
بِمَعاهد الأَحباب في تنصيصها
كَم نعمة تغلو وترخصُ في الوَرى
للدهر أَسواقٌ عَلى ترخيصها
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
حسن حسني الطويراني
