سَأَلتَ عَن سَبَبِ الأَقتارِ وَالعَدَم
وَعَن زَوالِ النَدى في العَرَبِ وَالعَجَم
نودي هَوَت أَنجُمَ الأَفضال وَاِشتَمَلَت
أُمُّ التَواصُلِ في الدُنيا عَلى عَقَم
أَنعى إِلَيكَ مُواساةَ الصَديقِ وَما
قَد كانَ يَرعى مِنَ الأَخلاقِ وَالذِمَم
أَنعي إِلَيكَ خِلالَ الفَضلِ قاطِبَة
لَم يَبقَ مِنهُنَّ إِلّا دارِسُ العِلم
أَينَ الوَفاءُ الَّذي قَد كانَ يَعرِفُه
قَومٌ لِقَومٍ وَأَينَ الحِفظُ لِلحَرَم
أَينَ الجَميلُ الَّذي قَد كانَ مُلتَبِسا
أَهلَ الوَفاءِ وَأَهلُ الفَضلِ وَالكَرَم
أَيسَرُ وَأَنتَ صَديقُ الناسِ كُلَّهُم
ثُمَّ اِبلِ سِرَّهُم في حالَةِ العَدَم
فَإِن وَجَدتَ صَديقاً عِندَ نائِبَة
فَلَستَ مِن طُرُقاتِ الخَيرِ في أُمَم
لَما أَناخَ عَلَيَّ الدَهرُ كَلكَلَه
وَخانَني كُلُّ ذي وُدِّ وَذي رَحَم
نادَيتَ ما فَعَلَ الأَحرارُ كُلُّهُم
أَهلُ النَدى وَالهُدى وَالبُعدُ في الهِمَم
قالوا حَدا بِهِم رَيبُ الزَمانِ فَعَل
أَحادثِهِ عَنهُم تُخبِرُك عَن رِمَم