خود سبت كحل الظباء الكنس
للشاعر: حسن حسني الطويراني
خودٌ سبت كحلَ الظباءِ الكُنَّسِ
شَمسٌ علت حرّ النُجوم الخُنَّسِ
تَعنو البُدور لغرّةٍ مِنها اِنجَلَت
لَولا البَهاء لقلت ستُّ الأَشمس
سكرى لواحظُها تُعزِّزُّ دلَّها
عَجَباً لهنّ وَما عَبثن بِأكؤس
هَيفاء إِن قامَت تَهيجُ بَلابلٌ
وَتنكست مُلدُ الغُصون النُوَّس
فَلَكَم عَلَيها مِن فُؤادِ متيَّمٍ
طَيرٌ لغير قَوامِها لَم يُحبَس
إِن رُمتُ أَجني وَردتَي وَجناتِها
صالَت فواتكُها بِسَيفَي نرجس
فَمَنِ المجيرُ لِمَن تُعرَّضُ نَفسُهُ
لنفائسٍ تُفدَى بطيب الأَنفس
في معركٍ خُطَّارُهُ خَطراتُها
وَسهامُه من حاجب يَبرى القِسي
خودٌ لَها وَجهٌ إِذا عاينتَه
عاينتَ شَمسك كَالسِراج المُغلس
أَو قستَ ذاكَ بذا أَقول حَقيقةً
لا فَرق ما بَين الضيا وَالحندُس
وَلَقد لَهَوتُ بِها أَطوف بقدّها
حَتّى حللتُ فِناءَ بَيت المقدس
وَبلغت غاية بغيةٍ قَد حَدَّثَت
نَفسي بِها الآمالُ في الزَمَن المُسي
في جَنةٍ طابَ المَقامُ فكوثري
راحي وَحوري مِن بَنات الجَركس
وَالنَهرُ سَبَّحَ وَالغُصونُ رَواكعٌ
وَالطَيرُ في أَفنانها كمُدَرّس
قالَت أَراك سَلكتَ غايةَ منيةٍ
أَمّلتها وَأَمنتَ غيلةَ موجس
فَأَجبت زادَ مسرّتي أن قَد صَفا
دَهري بما أَرجو فَقام منكسي
وَالوَصلُ في أَوقاته يَحلو كَما
تَحلو الطِّلا عِندَ اللقا للمحتسي
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
حسن حسني الطويراني
