خليلي مهلا فالفراق عصيب
للشاعر: حسن حسني الطويراني
خليليَّ مَهلاً فَالفراقُ عَصيبُ
إِلامَ الرضا منا وَأَنتَ غَضوبُ
خَليليَّ ما ذنبي وَعَيني بدمعِها
تَجودُ وَقَلبي يَعتريهِ وَجيبُ
خَليليَّ ما خُنتُ العهودَ فديتُكم
وَخُنتُم وَهَل حفظي لَهنّ ذُنوب
خَليليَّ قاطعتُم وَصلتُ ودادكم
نَسيتُم ذكرتُ العَيشَ وَهوَ جَديب
خَليليّ حمّلتُم فُؤادي مِنَ الجَفا
وَبيلاً وَما يَقوى عَلَيهِ عَسيب
خَليلي سَلبتُم راحَتي بَعدَ بُعدِكم
وَأُنسي فمن لي أَن أَقولَ سَليب
خَليليّ عاديتُم تَحبَّبتُ ذلّةً
وَمِلتُم وَمَيلي في الغَرامِ نَسيب
خَليليّ هَل من هفوةٍ قَد جَنيتُها
فَتُقبَلَ عَنها تَوبةٌ فَأَتوب
خَليليّ قَد رَقَّ الرَقيبُ لحالَتي
وَما حالُ من يَبكي عَلَيهِ رَقيب
خَليليّ مذ بنتُم فَلا طالَ بَينُكُم
فُؤادي غَريبٌ وَالمَنامُ عَجيب
خَليليّ مالي من رَسولٍ سِوى الصَّبا
فَقَد عَزَّ منا سائلٌ وَمجيب
خليليّ هَل من نَظرةٍ تَشفي ما أَرى
فَقَد جلَّ داءٌ بي وَعزَّ طَبيب
خَليليّ لَو حلماً عَليّ عطفتُمُ
لَرُدَّت إِليّ الرُوحُ وَهيَ غيوب
خَليليّ ما لي قَد أَرى الحَيَّ حيَّنا
وَلَكنّما لَيسَ الحَبيب حَبيب
خَليليّ إِنّ الدَهرَ بِالبين مُغرَمٌ
وَلَكن مَوالاةُ المحبِّّ وُجوب
خَليليّ ما ظَني بِكُم بَعضُ ما جَرى
لَقَد صَحَّ أَن بَعضُ الظُنونِ كذوب
خليليّ ما كُنّا وَما كانَ أُنسُنا
وَهَيهاتَ عيشٌ بَعدَ ذاكَ يَطيب
خَليليّ عاونتُم زَمانيَ وَالنَوى
وَلم يُرعَ دَمعٌ فيكمُ وَنَحيب
خَليليّ قَد يَكفي جَفاء وَقَسوة
عَليّ فَما مثلي لَديك مُريب
خَليليّ زُوروا علّ أَنّ نَواظراً
تَقَرُّ وَلا رَيبٌ تُسَرُّ قُلوب
خَليليّ إِن لَم ترحموني فَطَيفُكُم
دَعوهُ يَزرني فَالفُؤادُ رَقوب
خَليليّ غَيّرنا الزَمانُ بصَرفِه
فضلَّ بَعيدٌ وَاستقلَّ قَريب
خَليليّ قَد كُنّا سَمعنا بخلّةٍ
وَقَد كانَ يُرعَى للأَريب أَريب
خَليليّ ماذا لَو وَفيتُم عَلَيكُمُ
فَيَضحكَ باكٍ أَو يُراحَ كَئيب
خَليليّ إِن ما متُّ شَوقاً وَحَسرةً
وَلَن يَأمنَ الدَهرَ المُغِرَّ لَبيب
هُنالُك قُولوا ماتَ لِلّه عاشقاً
عَفى اللَهُ عَنهُ عاشَ وَهوَ غَريب
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
حسن حسني الطويراني
