شعار الديوان التميمي

حيت فأحيت بطيب رياها

للشاعر: كمال الدين بن النبيه

حَيَّتْ فَأَحْيَتْ بِطيبِ رَيّاهَا
هَيْفاءُ ظَمْأَى الشِّفاهِ رَيّاها
بيْضاءُ إِنْ سُمِّيَتْ جَوارِحُها
لَوَاحِظاً وَافَقَتْ مُسَمّاها
أَحيَتْ لَيالِي وِصالِهَا دَنفاً
وَكَمْ لَيالٍ بِالهَجْرِ أَحْياها
رُمَّانَتا صَدْرِها تَدُلُّ عَلى
أَنَّ جَنَى الجُلَّنارِ خَدّاها
أَلْثُمُ مِن خَدِّها بَنَفْسَجَةً
وَنَرْجِساً فَتَّحَتْهُ عَيْناها
رِيمَةُ الإلْتِفاتِ نافِرَةٌ
بالَغَ فِي الإحتِراسِ جَفْناها
باهَتْ وِشاحاً لَها مَعاطِفُها
وَجانَسَتْ عِقْدَها ثَناياها
وَاحَرَّ قَلْباهُ مِنْ تَجاهُلِها
إشارَةَ الدَّمْعِ وَهْيَ مَعْناها
وَلَسْتُ يَوْماً بِالذَّنْبِ أُلْزِمُها
فَإنَّ طَبْعَ الزَّمانِ أَعْداها
واهاً لِنَفْسٍ مِنْها وَمِنْهُ غَدَتْ
سَقِيمَةً لاَ تُطِيقُ بَلْواها
أَتَتْ لِعَبْدِ الرَّحِيمِ قاصِدَةً
عَساهُ يُشْكِي أَلِيمَ شَكْواها
كَعْبَةٌ جُوْدٍ وَكَفُّها حَجَرٌ
يَهْمِي نَداها إِذْا اسْتَلَمْناها
جِئْنا إلَيْها بِشِقٍّ أَنْفُسِنا
مِنْ ثِقْلِ أَيْدٍ لَها حَملْناها
لَها أَيادٍ تَتابَعَتْ فَأتَى
مُعادُها لاَحِقاً بِمَبْداها
كَمْ مِنَنٍ لِلْعُفاةِ أَسْداها
وَكَمْ أَعادٍ بِالْعَدْلِ أَرْداها
حَمَى حِمَى المِلَّةِ الْحَنِيفَةِ مِنْ
كَتائِبٍ فِي الكِتابِ أَمْلاَها
فَاسْتَوْطَنَتْ فِي الغُمودِ أَنْصُلُها
وَلَمْ تَثُرْ بَعْدُ نارُ هَيجْاها
جَادَتْ يَداهُ بِالمَالِ فَافْتَخَرَتْ
عَلى سَحابٍ يَجُودُ أَمْواها
لَوْ كانَ لِلْمَجْدِ غَاَيٌة وَنَدىً
عَنِ الّذِي حُزْتَ ما تَعَدّاها
أَأَشْتَكِي الفَقْرَ وَالْخُمُولَ وَإنَّ
مِنْ عَطاياكَ المَالَ وَالْجَاها
إنْ قَلَّ حَظَّي فَحُسْنُ رَأْيِكَ لِي
ذَخِيرَةٌ لاَ عَدِمْتُ حُسْناها
0 أبيات مختارة

عن الشاعر

كمال الدين بن النبيه

💬 التعليقات0

يجب عليك تسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

تسجيل الدخول / إنشاء حساب