الغصن شابه قده فتعجبا
للشاعر: حسن حسني الطويراني
الغُصنُ شابَهُ قدَّه فَتعجّبا
وَالبَدرُ أَبصَر وَجهَه فَتحجّبا
وَتَعرّف الرَوضُ النَضيرُ بعَرفه
حَتّى سَرَت بِعَبيره ريحُ الصَبا
وَالوُرقُ ملَّت غصنَها لما رَأَت
قَلبي عَلى هَذا القَوام تَقلَّبا
وَالرَوض تَنثرُ زَهرَه أَكمامُه
فَوق الثَرى شكراً لهُ وَتَحبُّبا
يا حسنَ ذاكَ الوَجه تحتَ شُعوره
كَيفَ انجَلى بَدراً وَأَرسَل غَيهبا
ظَبياً أَقول وَلَيسَ يَحسنُ أُنسُهُ
بدراً أَظنّ وَلَيسَ يَسبي من سبا
لِلّه ما فعل الدلالُ وَتيهُهُ
بقلوبنا مَعَ ما استرقّ وَعَذَّبا
أَبجَنَّةٍ من خدّهِ أَو حبَّةٍ
مِن خاله شغلَ الشجيَّ وَأَوصبا
أَم باللآلئ من ثَنايا ثَغرِه
بَهرَ العُقولَ وَصانَها وَاستصعبا
أَشكو لَهُ وَلهي بِهِ تَشوُّقي
وَهوَ الَّذي أَشكو عَلى ما أَوجَبا
فَيَقول إِن لواحظي مِن دَأبها
قَتلُ النُفوس وَما عَسى أَن تطلبا
فَاردد فؤادَك ما استطعتَ وَلا تَكُن
تَهوى مَليكاً بِالجَمال تَغلّبا
فَإِلامَ أَشكو وَالزَمانُ يَردّني
وَأَراه يَبتدرُ الحَشاشةَ مَنهبا
يا رَبَّ كُلِّ مَلاحةٍ صِل رَبَّ كل
ل صَبابةٍ فيكَ العَذاب استعذبا
يَقضي اللَيالي من جَفاك بحالةٍ
فَرِحَ العَذولُ لَها وَلامَ وَأَسهبا
داوي حَشاشتَهُ فَقَد أَسقمتَهُ
وَارفق بِهِ جسماً نحيلاً كَالهَبا
أَيكلَّفُ القَلبُ التصبُّرَ بعد ما
ولي القَرارَ بحبكم وَاستصحبا
آهٍ عَلى زَمَن السلوّ وَأُنسه
ما مرّ إِلا كَالنَسيم عَلى الربى
أَأَراك تنكر ما يقرّ بِهِ الوَفا
وَتَتيه معتزاً وَتبعدُ مَطلبا
وَأَنا الَّذي وَجدي عَليك عَلمتَه
وَعَفاف نَفسي وَاحتمالي الرقبا
وَلَقَد تَواصل بَين جفني وَالبُكا
لما هَجرت وَلم أَجد لي مَذهَبا
وَلطالما رام العَواذلُ سَلوتي
لَكنهم جَهلوا فَضلّوا المَأربا
وَلطالما قالوا محبٌّ ضلّ في
حبٍّ وَمَحبوبٌ جَفا وَتجنّبا
وَلطالما زعموا وَظَنّوا ضلةً
وَدَفعت فَيصلَ لومِهم حَتّى نَبا
أَلَهُم قُلوبٌ بِالعُيون جَريحةٌ
أَم مِنهُمُ من للمحبة جرّبا
كَلا لَقَد نَقلوا الحَديثَ مَرجَّماً
وَتَوغّلوا سبلَ الضَلال تَشعُّبا
حَتّى اِهتَدوا مني بِنارِ جَوانِحي
وَاستسلموا لي حين حَقّقت النَبا
فارع الوَفا وَاحفظ حُقوقَ متيّمٍ
فلذي الهَوى من ذي الهَوى ما اِستَوجَبا
عن الشاعر
حسن حسني الطويراني
