شعار الديوان التميمي

الصب يكتم والصبابة تفضح

للشاعر: حسن حسني الطويراني

الصب  يَكتمُ وَالصَبابة تَفضحُ
وَيَظل  يَخفى وَالشُؤون تصرّحُ
وَمَتّى  أَتاك عَلى السلوِّ بِشاهدٍ
وَافته  أَلحاظُ الأَحبةِ تَجرح
وَلَئن يَهمّ بِهِ العَذولُ فَعذرُهُ
أَبَداً يُحيِرُ جَوابَه وَيُرَجِّح
وَيلَ العَذولِ فَدونَه بَحرٌ طمى
مِن  أَدمُعي فَدعوه هَل هوَ يَسبَح
وَهبوا  نَجا مِنهُ فَنارُ جَوانحي
أَدهى  فَقولوا مَن يؤمّ فَينجح
نَحنُ  الَّذين رَأوا المَلامةَ كَاللَمى
فَبأيّ حالٍ حالُنا لا يُشرَح
نَهوى الأَهلَّة فَوقَ أَغصانِ النَقا
طَبعاً وَغُزلانُ الخَلاعةِ تَسنح
فَالجوّ يُبكينا بِأَدمُع جودِه
وَالوُرقُ تَندبُنا بِما هِيَ تَصدَح
وَإِذا بَعدنا عَن حَبيبٍ بارحٍ
فَالطَيفُ بَينَ جُفوننا لا يَبرح
وَإِذا قَرُبنا سالمَتنا صبوةٌ
وَمَدامةٌ تُحيي الصَفا وَتُرَوِّح
وَجسومُنا يَومَ المَجال مَنيعةٌ
وَنفوسُنا  دُون الأَحبة تُمنَح
وَنَصيرُنا عَونُ الإِلَهِ وَمَنطقٌ
كَالسَيف  إِلا أَنَّهُ لا يَصفح
ما  معشرَ الأَدباءِ إِلا أمّةٌ
نُورٌ يُضيء وَجمرُ نارٍ تَلفَح
لا يَتقون سِوى الهَوى إِلا الكَما
لَ وَما لهم غَيرَ الفَكاهةِ مطمح
وَلَكَم لَهُم مِن حكمةٍ في نكتةٍ
تَهدي الوَرى لَو أَنَّهُم يَستنصحوا
فَاترك  ملامتهم وَعَنكَ طَريقَهم
فَاللَه  يَعفو ما يشاء وَيُصلِح

عن الشاعر

حسن حسني الطويراني