الدهر منظره مهاب شائق
للشاعر: حسن حسني الطويراني
الدَهر منظره مهاب شائقُ
لا يطمئن بهِ فؤادٌ خافقُ
وَالمَوت فيهِ وَالحَياة عَوارضٌ
وَنقائض فَملازم وَمَفارق
وَالجائل المحتال طَيفٌ عابرٌ
وَلَهُ عَلى عين الوُجود طَرائق
يُمسي وَيصبح نازِلاً وَمُزاولاً
ساحاتها وَتَغيب عَنهُ حَقائق
وَالعَيش ميدان العبور فسابقٌ
مستعجلٌ أَو مطمئن لاحق
وَالدار فيها غربة وَالمَرءُ ضَي
فٌ نازل وَالمَوت داء طارق
كَذبٌ أَمانيها وَخدعٌ صَفوها
وَلذاك يجفوها الأبر الصادق
تخذ الممر إِلى المقر ترفعاً
تَرك الخَلائق فاجتباه الخالق
أَمضى الحَياة وكُلها فيما يَشا
مجدٌ وَيَرضاه جَلال شاهق
وَمضى لرحمة رَبه في جَنة
رضوانُها لقدومه متسابق
وَلَقد أَبيت رِثاءه إِذ لَم يَمُت
من أَنت محببه وَذكر فائق
فلأنت عاصم من يعول وَحافظ
فيك البقية وَالثَناء العابق
لا تبك من ولاك رَعيَ ذمامه
فالصبر أَجدرُ والتثبت لائق
وَعَلى كذا مضت الدُهورُ وَأَهلُها
هذا يودع ذا وَذاكَ معانق
فاسلم وَدم خلف السعاده وَالعُلا
قَبل اليَقين من الحزامة واثق
واذكر عَلى طُول المَدى تاريخه
في رَحمة الرَحمن يحيى صادق
عن الشاعر
حسن حسني الطويراني
