احمد اليوم الذي صرت له
للشاعر: حسن حسني الطويراني
احمَدِ اليَومَ الَّذي صرتَ لَهُ
إِنهُ إِن مَرّ أَولاكَ الكَمدْ
إِنّ هذا اليَوم خَيرٌ مِن غَدٍ
وَغَدٌ خَيرٌ لَنا مِن بَعد غَدْ
فَاترك الأَهواء إِن جَلَّ النُهى
وَتَيقن إِن بَعض الهَزلِ جدّ
كُلُّ وَقت حكمه يعطي الرضا
كُل عَيش يَزدهي لَكن لحدّ
هذهِ أَوقاتُ أَيام الصبا
قَد تَولت وَانقضى ذاكَ الأَمد
أَينَ أَهلوها وَمَن كُنا بهم
ننصر الغيّ عَلى حزب الرشد
أَينَ إِذ نَمشي عَلى ما نَشتهي
لا نُبالي قام دَهرٌ أَو قَعد
حَيث لا شغل لَنا إِلا الهَوى
حَيث لا فكرٌ بنا غَير الغَيَد
حَيث تَهوى الغِيدُ منا خَلوةً
تُحزِنُ الواشي وَتُبكي من حَسد
ما الَّذي أَبقتهُ إِلا حَسرةٌ
لَيسَ يَبقى غَيرُها طُول الأَبد
بئس سُوقُ الغَيّ من سُوقٍ لَنا
خدعةٌ ما راج حَتّى أَن كَسَد
آه مما قبل هذا من هَوىً
آه فيما بَعد هذا من نكد
أَبعد المَرمى بِنا دَهرٌ نَبا
وَتولّتنا يَدٌ من بَعد يَد
هَكذا التَفريطُ في عَصر الصبا
لَوعةٌ تَبقى عَلى ما لم يُرَدّ
وَلت الأُولى كَما تَدري فَقُم
نُدرك الأُخرى فَمن جدّ وَجد
عن الشاعر
حسن حسني الطويراني
