إِلى كَم نودِّعْ راحلاً بعدَ راحلِ
وَنَطوي سنيّ العُمر طَيَّ المَراحل
تَولّى عَليٌّ ثم وَلَّى محمدٌ
خَليلين أودا سائغين المناهل
مضوا فهنيءُ العَيش كُدِّرَ صَفوُهُ
وَعُطِّلَ كَأسُ الأنس بَين المحافل
أَترضى من الدُنيا بصفوٍ مكدَّرٍ
وَلَهوٍ بلا خلٍّ وَصحبةِ جاهل
نكابد فيها ناقصاً بَعدَ ناقصٍ
وَنفقدُ منها كاملاً بعد كامل
كَأَن الصَفا لَم يَرض بالبعد عَنهما
فوافاهما شَوقاً لتلك المنازل
سَقى اللَه بِالرضوان قبريهما الحَيا
وَلاقاهما الحسنى بغفران شامل
