الديوان التميمي
إِذا علم الفَتى غصصَ الفراقِ
فَلم يَفرح بلذات التلاقي
وَمَن يَدري الهُبوط إلى ترابٍ
فلم يرجُ الصعود إِلى المَراقي
لَدهرٌ قد أَذاقك فَقدَ قَومٍ
لعمري لَيسَ يفنى وَأَنتَ باق
فَما شَربوه كَأساً ذاكَ كَأسٌ
ستسقاها فَأيّ الساقي ساق
لَقَد جُبل الزَمانُ عَلى الرزايا
كَما طبعت بنوه عَلى النفاق
فَعش فيهم كما شاؤا وَإِلا
فَمُت عَنهم فثمّ أَخا تلاقي
علامَ المَوتُ تكرهُهُ وَفيه
لقاءُ الأَقدمين من الرفاق
وفيم تحب أَن تحيى وَتَبقى
وَلَست سِوى العَنا منها بلاقي
يَرى طَعم المَمات أَلذَّ شَيءٍ
فَتى ذاق القَضا مرّ المَذاق