أَنتَ في الحُسنِ وَالجَمال وَحيدْ
وَأَنا عَبدٌ في الهَوى لا أَحيدْ
حَلَّ لي في الغَرام جلُّ افتضاحي
وَحَلا لي وَحلَّ بي ما أُريدْ
ساقياتٌ تَطوفُ وَالراحُ تُجلَى
وَالندامى تُبيحُ خَدّاً وَجيدْ
فَالهِلالُ المنير بِالشَمس يَسعى
طالع بِالبَها بِأَوجِ السُعود
خَمرُ ظَلمٍ مِزاجُ تِلكَ الحُمَيّا
كَوثرٌ طابَ لي فَلذَّ الوُرود
وَكَأنّ الغُصون لَما تَثنَّت
بَين أَيدينا ما اِستَطاعت سُجود
وَالطُيورُ مِن فَوقنا عاكِفاتٌ
كَسليمان إِذ تُظِلُّ الجُنود
فَاجتلينا من الوُجوه شُموساً
تُخجلُ البَدرَ حَيث للأنس عيد
هَكَذا العُمرُ وَالمسرّةُ وَالصَفـ
ـوُ حَبيبٌ موافٍ وَعيشٌ رَغيد
لا رَمى اللَهُ جَمعَنا بِافتراقٍ
ما تَغنَّى الحَمامُ وَاخضرَّ عُود