أَمودّعي أَم أَنتَ مودِعُ مهجتي
أَسفَ التَفرّقِ بَعد طيبِ تَلاقِ
فَاصلتَني فَوصلتَ طُولَ تحسُّري
وَجفوتَني فَوفَى السُهاد مآقي
أَعدمتَني وَجداً وَقَد أَوجدتَ لي
أَسَفاً عَلى دَمعٍ جَرى مهراق
وَلَئن يَطُلْ هَذا التباعدُ بَيننا
فَلَقَد تَقاصرَ في الحَياة الباقي
وَلَئن تَكُن حُلَّت عُقودُ تَواصلٍ
فَالعَهدُ وافٍ واثقُ الميثاق
وَلَئن يَكُن عزَّ الوصالُ عَلى النَوى
فَالوَصلُ في الأَفكار وَالأَوراق
فَالعُمر بَين تَواصلٍ وَتفاصلٍ
وَالمَرءُ بَين تجمُّعٍ وَفراق
فَأَطِل وَقوفَك للوداع فرُبَّما
طالَ النَوى بِالوالِهِ المشتاق
وَتزوّدُ الأَحبابِ سنَّةُ من مضى
وَبُكا الوَداعِ فَريضةُ العُشّاق