أَما لَكَ صاحي إِن تَقف بِالرُسوم
لتذكار عهدٍ قَد قضينا قَديم
فَأَبكيهمُ حَتّى تَرى من طلولِهم
مزاناً بَدرّ ناثرٍ وَنَظيم
فَربّ طلولٍ أَذكرت عِندَ وَقفةٍ
زَمانَ تَلاقٍ أَو ودادَ نَديم
طلول يَكاد الوَهم يَجهل رَسمَها
وَلَكنّها تَهدي بطيب شَميم
جَفاها سُرى الرَكبِ الَّذين تحمّلوا
فسل خيرَ سارٍ عنه خيرَ مقيم
أقامت عل عهدي وما العهدُ هكذا
تجود ثَراها مدمعي بسجوم
بَكيتُ بها حبي وَما أَجدرَ البكا
وَلمتُ زَماني وَهوَ غَيرُ مَلوم
رَعى اللَه دَهراً فيكَ لَهواً قضيتُه
لَقَد كانَ عَهدي فيكَ غَير ذَميم
طُلولاً عفت فالآن أَما نزيلُها
فَباك وَأَمّا الداعي صَرخة بوم
تَلوحُ هلالاً في بَقايا شُروقِه
لذلك لا يَرعاه غَير نجوم
إِذا لم أَبدّد شَملَ دَمعي كَما بَدَت
مبدّدة إِنّي لغير كَريم
أَلا ما لِأَطلال الأَحبة أَوحشت
كَأَن لَم تَبِتْ نادٍ لخير كَريم
أَلا ما لَها الأَطلال جلّلها العفا
وَفيهِ مَضَت لي نَضرتي وَنعيمي
تقبّل أَرواح القبول رسومها
هنئت بما نلتين خير نَسيم
تمرّ عليها غَدوة وَعشية
وَفي بَعض حين يا رسوم قدومي
وَلو أَنني صبٌّ أَفي بعهودها
لما سابقتني الهوجُ عِندَ مرومي
قفارٌ وَلَكن للقلوب مجامعٌ
وَإِن بانَ عَنها جسم كل سَقيم
إِذا افترقت أَفكارُ كُلِّ مروّعٍ
فَفيها تلاقي أَنفسٌ وَحلوم
سَلام عَليكُم أَهل ودّيَ إِنني
أَراكُم جَميعاً مثلهنّ همومي
شَربت بِأحداقي لَها راح أَدمعي
لذاك أَمالت معطفيَّ غمومي
جَلست وَقَد قامَت لشوقي قواعدٌ
وَجفني جَرى سحاً كوكف غيوم
إِليها تَرى الأَفكار تَسعى كَأَنَّما
هِيَ الموردُ الصافي وَهنّ كَهيم
أَلا كُلُّ حسنٍ شانُه النأيُ وَالأَسى
وَها كُل غُصنٍ عاد شبهَ هَشيم
إِذا اشتقت للأَحباب وَجهت فكرتي
إِليها فَأَلفت وَجد كُل عَديم