الديوان التميمي
أَلا  قف  بدار القوم عافيةَ الرسمِ
موحشَّةَ  الانحاء خافيةَ الوهمِ
وَثق  واعتصم بالله في كل حالةٍ
وَدع وَاصطبر صَبرَ الكِرام أُولي الحزم
وَروّح بمسرى الساريات حشاشةً
إِذا ما سَرى مِن حيِّها عاطرُ الشمّ
وَلا  تعتب الأَيام فيما قضت بِهِ
وَكَم ردّ من عزم وَما صدّ من حزم
وَكم  أَبكى مسروراً وَأَضحَكَ باكياً
وَحاربَ  فيما قبلَنا ملقيَ السلم
فَعادِ اللَيالي وَانتهزْها اغتيالة
وَبادر  إِلى  صَفو الشَبيبة بالغُنم
وَعج  بالقبور الدارساتِ وَحيِّها
سَقاها الحيا ما دمع عين السما يهمي
فَكَم  في ذُراها للأَنام مضاجعٌ
غفاوي وَلكن لا استطابة للنوم
أَقاموا بها بعد ارتحال وَخيّموا
بمقفرةٍ  تدعو القصيّ عَلى الرغم
وَما  كلُّ  حيّ بيننا غيرُ هالكٍ
تعرّضُه  الأَيامُ للحزن وَالهَمِّ
وَكَم  مَيِّتٍ في التربِ قَد باد جسمُه
إِلى  أَبدِ  الآباد يَبقى مع الاسم
وَكُلٌّ  إِلى هذا من الأَمر صائرٌ
وَإِن أَخَّرَت يَوماً ستدهيه في يَوم
وَما  هذهِ الدُنيا وَأَبناؤها سِوى
بضائعُ  من قوم تردّ إِلى قَوم
فَذو الجَهل مغبوطٌ بما قد بدا له
وَذو العلم بالأَيام يَخشى عَلى علم