ألا رُبَّ خَمرٍ زفَّها ذو خَلاعةٍ
مشعشعةً كَالشَمس لَمّا تجلَّتِ
شربتُ وَصحبي يَشربون عَتيقةً
قَديمةَ عَهدِ العَصرِ ذاتَ أَشعّةِ
شربتُ وَحَولي معشرٌ أَيُّ معشرٍ
كِرامُ السَجايا في اجتماعٍ وفُرقةِ
رجالٌ إِذا الدُنيا هوين جبالُها
أَقاموا عَلى أَرجائها فاستقرّتِ
يبيحون من والاهمُ من ولائهم
وَيحرم من عاداهمُ أنسَ غفوة
تراهم لدى النادي ملوكاً وفي الوَغى
ليوثاً وَعِندَ الأُنس أَهلَ الروية
وُجوهٌ وَأَخلاقٌ وَرَأيٌ وَمنطقٌ
كبدرٍ وَجَناتٍ وَوحيٍ وَحكمة
لجارِ حماهم عزّةٌ وهوَ آمنٌ
يعضده حقُّ الوَفا وَالفتوّة
وَقى اللَه أَيامي بهم من أَحبةٍ
عزازٍ كرامٍ حُفَّظٍ للحقيقة