الديوان التميمي
أَلا أَيُّها الغادون للقوم بلِّغوا
إِذا جزتمُ ذاكَ المَقامَ سَلامي
وَقولوا لليلى كَيفَ حالُك بعدَه
فَعهدي بها أَن لا تُضيْعَ ذمامي
رَعى اللَه أَعواماً بِها ما أَعزَّها
عَليّ وَإِن ساءَت فهان حمامي
قضيتُ بها عصرَ الشباب بفتيةٍ
جرى حبُّهم مجرى دَمي بعظامي
وَإني وَإِن شابَ الزمانُ بفقدهم
لِودّي شبابٌ في يديهِ ذمامي
فَلله كَم أَذيال لهوٍ جررتُها
بغمزِ صدورٍ أَو بضمِّ قوام
وَها أَنا دَهري قَد أَراه كما مَضى
سِوى أَنّ قَلبي قَد جَفاه هيامي
كَأَنيَ لَم أُطرِب حَبيباً وَلَم أَكُن
حَبيباً وَلم أَجْلُ الهَوى بمُدامي
وَأَصبحتُ لا خلاً أَراه مسلياً
وَلا صاحباً أَشكو لَهُ آلامي
سَأذكر ذاك الجَمعَ طوراً وَأَنثني
عَلى الكَبد الحرّا بدمع غمام