أقول له والدمع مني كأنه
للشاعر: محمد بن بشير الخارجي
أَقولُ لَهُ وَالدَمعُ مِنّي كَأَنَّهُ
جُمانٌ وَهيَ مِن سِلكِهِ مُتَبادِرُ
أَلا أَيُّها الناعي اِبنَ زَينَبَ غُدوَةً
نَعَيتَ النَدى دارَت عَلَيكَ الدَوائِرُ
فَظِلْتُ كأنّي أغُبِطَتْ بجبَالهَا
عليّ بأعْلَى المُقْرحين العواقِرُ
لَعَمري لَقَد أَمسى قِرى الضَيف عاتِماً
بِذي الفَرشِ لَمّا غَيَّبَتكَ المَقابِرُ
إِذا سَوَّفوا نادَوا صَداكَ وَدونَهُ
صَفيحٌ وَخَوّارٌ مِنَ التُربِ مائِرُ
يُنادونَ مَن أَمسى تَقَطَّعُ دونَهُ
مِنَ البُعدِ أَنفاسُ الصَدورِ الزَوافِرُ
فَقومي اِضرِبي عَينَيكِ يا هِندُ لَن تَرَي
أَباً مِثلَهُ تَسمو إِلَيهِ المَفاخِرُ
وَكُنتِ إِذا فاخَرتِ أَسمَيتِ والِداً
يَزينُ كَما زانَ اليَدَينِ الأَساوِرُ
فَإِن تَعوِليهِ تَشفِ يَومَ عَويلِهِ
غَليلَكِ أَو يَعذِركَ بِالنَوحِ عاذِرُ
وَتُحزِنكِ لَيلاتٌ طِوالٌ وَقَد مَضَت
بِذي الفَرشِ لَيلاتٌ تَسُرُّ قَصائِرُ
فَلَقّاكِ رَبٌّ يَغفِرُ الذَنبَ رَحمَةً
إِذا بُلِيَت يَومَ الحِسابِ السَرائِرُ
إِذا ما اِبنُ زادِ الرَكبِ لَم يُمسِ لَيلَةً
قِفا صَفَرٍ لَم يَقرَبِ الفَرشَ زائِرُ
وَقَد عَلَّمَ الأَقوامَ أَنَّ بَناتَهُ
صَوادِقُ إِذا يَندُبنَهُ وَقَواصِرُ
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
محمد بن بشير الخارجي
مجلس قراء هذه القصيدة
مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات
