أَقول لنفسي وَهِيَ تَأبى تجلداً
عَزاءً عَلى غَيظي حَسودٍ وَعُذَّلِ
وَقَد هاجَني من بعد سلوايَ وَقفةٌ
بَكيتُ لَها ما بين رَوضٍ وَمَنزل
فَكفكفتُ غَربي عِندَ مَشرق أَوجهٍ
وَأَوقفتُ رحلي بعد طُولِ الترحل
وَعاودني من بعدهم كلُّ عائدٍ
وَغال فؤادي حينَ ما حلّ كلكلي
إِلى كَم وَلي في كُل يَوم أَحبةٌ
أَودّعهم رَغماً فَماذا مؤمّلي
أَما للهوى حدّ إليه فينتهي
وَما للنوى من غاية لي فتنجلي
فَقَدْ فَقدَ الصَبرَ الجَميلَ وَحزمَه
فؤادي وَما أَغنى لَديهم تبتلي
كَأَنّ النَوى حتمٌ عَلى كُل معشرٍ
فَما تجمع الأَيام إِلا لتَبتلي
وَها أَربعا من بعد عشرين حجةً
قضيتُ وَحالي عبرةُ المتأمّل
قَضيتُ قَصيراً من زَمان شَبيبةٍ
وَأَمريَ أَضحى في صَريحٍ مطوّل