أَصابكَ سَهمٌ من لحاظ الكَواعب
وَراعَك غَربٌ من سيوف الحَواجبِ
وَما لي أَرى مِنكَ الغُروبَ غَريبةً
كَأَنك تَحوي السحبَ في طرف ساكب
وَما لكَ إن تَسري الشمال عشية
تَميلُ بِها مَيلَ الحُميّا بشارب
فَهَل أَنتَ إِلا عاشقٌ ذو تبتُّلٍ
أَصاب الهَوى مِنهُ فُؤاداً كَواجب
تُساهرُ نَجمَ اللَيل وَاللَيلُ عاكفٌ
فَهَل تَرجو بَدراً بَين تِلكَ الكَواكب
وَتَهتاجك الوُرقُ الَّتي حَيث غرّدَت
بَكيتَ بَل استبكيتَ عَينَ السَحائب
فَيا وَيح وَدٍّ لَيسَ يُرجَى وَيا لَها
لَيالٍ تَقضّت بَين تِلكَ المَلاعب
وَيا قُربَ ما بَين التَودّدِ وَالجَفا
وَيا بُعدَ ما بَيني وَبينَ الحَبائب
لَقَد كانَ عَهدي لا يذمّ وَبُغيتي
تَدانى وَآمالي تلاقي مطالبي
أَظنُّ النَوى قَد غَيَّرت بَيننا الهَوى
وَغالَ مبادي الودّ حُكمُ العَواقب
وَكَم وَحشةٍ تُدني الفَتى مِن أَنيسه
وَكَم داهمٍ يَلقاه مِن خَير صاحب