الديوان التميمي
أَشكو  تناءٍ حالَ فيما بَينَنا
وَزَمانَ سوءٍ قَد تعجَّل بَينَنا
وَلظى اشتياقٍ لَم يَزل متحكِّماً
وَشجونَ وَجدٍ بِالفؤاد تَمكّنا
أَو  جَأشَ نَفسٍ لا يقرّ قَرارُهُ
وَخفوقَ  صَدرٍ بِالنَوى لَن يَسكنا
وَضنىً عَلى جسمي أَضرّ بعُوّدي
وَبكاءَ من جفني كَتمتُ فَأَعلنا
وَلَقد ثَبتُّ عَلي الوَفا وَأَنا أَنا
متقلِّب  بَين المَنيّة وَالمُنى
أَشكو وَما لي منصفٌ إِذ أَشتكى
وَمَن الَّذي أَدعو وَمَن أَرجو جَنى
وَلَكَم أَسفتُ عَلى بِعادٍ ساءَني
وَأَراه  عِندَكُمُ بذلك أَحسَنا
وَاللَه لَولا بَينُكم ما استرسلت
عَيني  وَلا اتضح الجَوى فَتبيّنا
ما لي أَراك عَلى النَوى متجلِّداً
وَبِعُظم ما أَلقى النَوى متهاونا
وَتغيرت تِلكَ العُهودُ وَبُدّلت
تلك السَجايا فاستطبتَ لَنا العَنا
لِلّه أَوقاتٌ مَضَت بِكُمُ لَنا
وَرَعى زَماناً مرّ سرَّكُمُ بِنا
لِلّه عَيشٌ ما ذكرت سُرورَه
إِلا حزنتُ وَحقَّ لي أَن أَحزنا
خلّي وَإِن كانَ التَفرّقُ عادةً
سَبقت بِها كُل البَرية قَبلنا
فتراسُلُ الأَحبابِ بَعضُ تَواصلٍ
وَالصبُّ يخدَع بِالأَماني مثلنا
فَارع الجوارَ وَلا تُضِع حَقَّ الوَفا
حاشا لمثلك أَن يقال تلوّنا