أشكو إلى الله السميع المجيب
للشاعر: ابن زاكور
أَشْكُو إِلى اللهِ السميعِ المجِيبْ
ما قَدْ دَهى قلْبِي المُعَنَّى الكَئِيبْ
نَارُ الهوَى قَدْ زَلَّعَتْ أَكْبُدِي
وقَدَّنِي البَيْنُ بِسَيْفٍ قَضِيب
وَسَلَّ مِنْ جَفْنِي الكَرَى وارْتَدى
لَوْنِي بُرُودَ الشمْسِ عِنْدَ المغِيبْ
دَعْنِي لَحَاكَ اللهُ يَا عَاذِلِي
فَلَسْتَ أُصْغِي لِعَذولٍ مُريبْ
أَمَا تَرى السُّقْمَ بَرَى أَضْلُعي
وَخَدَّدَ الْخَدَّيْنِ دَمْعِي الصَّبِيبْ
دَعْنِي وَحالِي فَالْهَوى دَيْدَنِي
وَمَذْهَبِي الأَسْنَى وَخِدْنِي الأَرِيبْ
ما هَامَ مِثْلي قَيْسُ لَيْلَى بِهَا
وَلا الفَتَى العُذْرِيُّ عُرْوَ اللَّبِيبْ
وَلا ابْنُ زَيْدُونٍ بِوَلاَّدَةٍ
وَلِي منَ العِفَّةِ أَوْفَى نَصيبْ
أَفْدِي بِنَفْسِي مَنْ بِهِ أُولِعَتْ
مِنْ شَادِنٍ يَهْتَزُّ مِثْلَ الْقَضِيبْ
مُنَعَّمِ الأَطْرافِ طَاوِي الْحَشَا
كَالبَدْرِ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يَغِيبْ
لَوْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ صُورَتَهُ
أَبْصَرْتَبَدْراً فَوْقَ غُصْنٍ رَطِيبْ
قَدْ سَطَّرَ الحُسْنُ عَلى وجْهِهِ
بِجُلَّنَارٍ إِنَّ ذَا لَعَجِيبْ
جَرَّعَنِي مِنْ بَيْنِهِ أَكْؤُساً
مِنْ زَفَرَاتٍ وَضَنىً وَنَحِيبْ
فَصِرْتُ مِنْ حَرِّ الْجَوَى مُنْشِداً
أَشْكُو إِلَى اللهِ السَّمِيعِ الْمُجِيبْ
