الديوان التميمي
أَشغِل  بحبِّكَ قَلباً لِلهَوى فَرغا
وَاحلل  براحك كَأساً للطِّلا فَرغا
وَاشرَب  بنا خندريساً قَرقَفاً زَلغَت
غَزالةً  فَغَزالُ الأنس قَد بَزغا
وَسُلَّ من شُهْبِ لألاءِ الحَبابِ ظُبىً
عَلى الهُمومِ إِذا شيطانُها نَزَغا
وَدُر بها يا نديمي وَاسقني بِطِلاً
شعاعُها  من سنا وَجْناتِكَ انصبغا
وَعاطني بنتَ سرغٍ غَرسِ جَدّتِها
حانَ  الصفا وَبِأَيدي لُطفِه فَتغا
وَلا  تَهب مَن وَشَى عَنّا فَإِنّ لَنا
جَيشاً نَصولُ بِهِ حَيثُ المُدام طَغى
ما يَعرف الرُشدَ مَن عَن ذا السُرورِ غَوى
وَإِن  عَوى ما وَعى فَليقتدر بوغى
لا تحبس الراح عنّا فَالهَوى فِرَصٌ
فَرضٌ  تداركها  فَالعَيشُ قَد بَرغا
وَاشرب وَطِب واسقِ مَن لم يَثنهِ غلطٌ
عَن دركِ ماعرفت من قدرهِ البُلَغا
فَما  عَلينا إِذا بِتنا نُشعشعُها
من  عاذلٍ لو دَرى أَو لاغبٍ وَلغا
قُم  قَد  تقاعسَ عنّا العاذلونَ وَخُذ
ما قَد حَبا الدَهرُ وَاسهَر فالعَنا بهغا
فَمَن يحاولْ مدى اللذّات من زَمَنٍ
لا يَشتكي الدَهر في رسغ المُنى رسغا
وَما  حَياةُ فَتىً ضلّت عَزائمُه
عَن  السرور  إِذا أَكدى وَإِن ربغا
راحٌ  تُرَوّي الحَشا مِن نُورها بِسَناً
وَقلبُ باغضِها من نارِها ازدلغا
فَاغنَم زَمانَك وَاعلَم أَنَّ باذلَه
قد حاد عن شرعِ أَربابِ الهَوى وَبَغى
وَاعلم  بِأَنّك من بَعد الصِّبا نَدِمٌ
إِذا  الزَمانُ بِنا حَدَّ النُهى بَلغا