الديوان التميمي
أَشَجَتكَ  أَطيارُ الأَراكةِ تَسجعُ
أَم راقَ أَعينَك السحائبُ تَهمعُ
فشدوتَ حَتّى صرتَ من وُرقِ الحِمى
مترنّماً  وَغَدَت جُفونك تَدمع
وَعَلامَ تَرعى الأَنجُمَ العليا فهل
ما بَينها يرجَى لحبِّك مطلع
وَأَراك  تَصبو للأراك فَهَل تَرى
لقَوامِ  من تهوى نَظيراً يرفع
فَإِلامَ تَبكي دَمعُ عَينيك اِنقَضى
فَارفق بِهِ لَن تُسقَى تِلكَ الأَربُع
إِن  الَّذي  بِهمُ غدوتَ مُدلَّهاً
خانوا الودادَ فمن ترومُ وَتطمع
وَنسوك حتّى لَو ذُكرتَ لديهمُ
أَنفوا  وَقلّ وَفا تراهم شنّعوا
دَع ما مَضى من غرّةٍ وَصبابةٍ
فَاليَومَ  عزٌّ عندهم وَتمنُّع
قل  إِن  ما  ولَّى خَيالٌ كاذبٌ
وَالصدق أَولَى إِن هجرك أَزمعوا
أَترى لعهدك أَن يَفي من شَأنه
أَن  لا يَفي وَالودّ مِنهُ تَطبُّع
يا  هاجرين  أَنا بما أَمضيتُهُ
بقديم حبّي فيكمُ أَتشفَّع
إِن  اللَيالي  قَد أَبادَتني جوىً
وَالطَيفُ  يمنعني بِهِ أَتمتع
إِن  لَم يَكُن حُبي لديكم شافعي
فبودّكم فيما مَضى أَتضرّع
جار  النَوى لما عدلتُم بِالهَوى
عَني فهل عدلٌ أَقولُ فتسمعوا