أَرقت عَلى ذكر الحَبيب المودّعِ
بجفنٍ شكا دَمعاً وَقلبٍ مروَّعِ
وَأَطربَني مَسرى النَسيمِ كَأَنَّما
سُقيتُ من الزرجون من كفِّ مُترَع
وَماذا عَلى صبٍّ إِذا ما بَكى الحِمى
وَعَهداً أَبَى رجعاً لمغنىً وَمَربَع
وَما كانَ ممن قد يذلّ عَزيزُه
وَلكنَّ من يَهوى مع الحُبِّ يُخدَعِ
يَقول عذولي وَهوَ أَدرى بلوعتي
أَما لك سَلوى عن حَبيبٍ مُمنَّع
عَلى أَنَّني ما زلتُ أَلعب بِالهَوى
إِلى أَن غَدا بي لاعباً في تورُّعي
وَكُنتُ أَرى مِنهُ العصابَ ذَليلةً
وَأَحسبُ أَن القَلب إِن رمتُهُ معي
وَلَكن أَبي سلطانُ حبي سِوى الَّذي
أَذلّ بِهِ أَو لا فَيقضي بمصرعي