الديوان التميمي
أَراقبُ بدراً بين هذي المطالعِ
وَيؤنسي تضلالُ تيك المطامعِ
وَآمُلُ  في الدُنيا لقاهم وَقربَهم
وَبيني وبين القَوم جوبُ الشَواسع
أَأَحبابَنا  إن يَبعُدِ الدَهرُ بيننا
وَتُمسي النَوادي بعدَنا كَالبلاقع
فما زالَ بي وَجدٌ وَعندي تجلدٌ
أَصادم ريبَ الدَهر وهوَ منازعي
وَما  غَيَّر التَفريق مني سجيةً
وَما كان عندي ما حفظتم بضائع
ولي كلما مرّت بفكري صبابةٌ
شُجونٌ أُواريها بسترِ المدامع
فَيا لَيتَ شعري هَل لهذا النَوى انقضا
وَهل  من تدانٍ بعدَ ذاكَ التَقاطع
وَيبسمُ لي ثغرٌ من الدَهر أَو أَرى
لَدى مالكي منهُ الحزامة شافعي
خليليَّ لَو يَدري النَوى كَيفَ حالَتي
لأجدى  لديهِ ما يَرى من صنائعي
وَلا  بت ذا قَلبٍ حزينٍ مُروّعٍ
وَجفنٍ حليفِ السهد شتى المدامع
ولكنما  الأَيام فيها عجائبٌ
وَأَبناؤها مِن هَولها في مصارع
تُروّعُ  محبوباً وَتُردي أَعزةً
وَتدهى  خليّ البال منها بفاجع
وَما دام جمعٌ بين خلٍّ وَصاحبٍ
وَلا اعتزَّ ذو بطش بجار ومانع
فما أَذكر اللقيا التباعد للنهى
وَما  أَدنى تفريق لتذكار جامع
عَلى أَنني منهُ بِأَيسر ما يَرى
قَنوعٌ وَقيل العَيشُ يَصفو لقانع
فَهل من كَفيل لي بحسن الَّذي بقي
فَأَسلو الَّذي وَلَّى وَلَيسَ براجع
فَلا بت يا نُور العُيون مفكراً
جفاك وَعَهدي فيك حفظُ الوَدائع
وَردّ  شُموسَ القُرب يوشعُ حظِّنا
فَما زالَت الآمالُ تَزهو لطامع