أَدارَت شَمولَ التيهِ فينا شَمائلُهْ
وَسائلُ دَمعي فيهِ عزّت وَسائلُهْ
وَجادلنا بالوصل من بعد ما جَفا
وَجاد لَنا الواشي عَلَيهِ وَعاذله
وَرق زَمانُ القُرب إِذ راقَ أُنسُهُ
فَراقَ فراقٌ أَوحشتنا شَواغله
وَحَلَّ حَرامُ العيش إِذ حَلَّ أَرضَنا
مبارحُ حلٍّ بَرَّحَتْنا رَواحله
وَدارَت عَلَينا بِنتُ سرغٍ عَتيقةٌ
تناولها دارَا القَديم تَناوُله
تُحدِّثُ عَن عَصرِ بن شدادَ شيخةً
تعاورَها مِن قبلِ عادٍ أَوائله
كَأَنّ الحَباب المزدهي فَوقَ كَأسها
أَزاهرُ رَوضٍ أَبرزَتها خَمائله
طفقنا نُواليها بِشِرْبٍ أَماجدٍ
وَمجلسُنا الزاهي تَروقُ أَماثله
فَبتنا نحيّي الليلَ حَتّى تمزّقت
بِأَنوارها بَعد استتار غلائله
إِلى أَن رَأَيتُ الشَمس تزهى كَأَنَّها
كِتابُ سَليم جاء يُهديهِ حامله
سَليم السَجايا رَب مجدٍ وَسوددٍ
تَعززها آدابه وَفضائله
يَرق فَلا لطف النَسيم مشاكه
وَيَقسو فَلا لَيث العَرين ينازله
تَأَلَّف فيهِ كُلُّ مَعنى مِن العُلا
دَقائقُه مَشهودةٌ وَجَلائله
فَلا عَيب فيهِ غَير أَن كَماله
يَقصِّر عَن إِدراكه مَن يُحاوله
أَخا الود وافاني كتابٌ مكرّمٌ
بَدائعه تَترى وَشَتّى فَواضله
نَسقت بِهِ درّاً نَظيماً وَلا خفا
فَإِنك بَحر وَاللآلئ نائله
أَدَلُّ مِن الوَرد النَضيد عَلى الشَذا
دَلائله في فَضل من هوَ باذله
فَدُم وَتقبّل من محب لَك الثَنا
فَغَير الثَنا ماذا الَّذي أَنا قائله