أَدارَ اللَوى قَد طالَ بي في النَوى العَهدُ
وَقَد شاقَني قُربٌ ليُشكَى لَهُ البُعدُ
وَحنّت عُيوني أَن تَفوز بغفوة
فَقَد جار واستولى عَلى غمضها السهد
وَآن لقلبي أَن يقرّ خفوقُه
فَكَم قلّبته غايةٌ حَيثُ لا بدّ
لَحى اللَه دَهري ما الَّذي راقَ عَينه
مِن الوَجد علّ الدَهر يُفرحه الوَجد
جَنى فليتب عافاه ربي لعله
دَرى بَعد طُول الغَي أَن فاتهُ الرُشد
رويدك دَهري إِن للعُذر عِندَنا
قَبولاً وَلكنا شدادٌ إِذا شدّوا
تَخبرتَنا بِالبَأس وَاللين آنة
فَأَبصَرتَ مِنا ما يقرّ لَهُ المَجد
وَأَدرَكت مَعنى ما العَزيمة فاتئد
فَكُل جِدالٍ أَونضالٍ لَهُ حدّ
جَرى ما جَرى حَتّى بلغت الَّذي اِقتَضى
نَوالَك إِياه بِنا الكَدحُ وَالكَد
وَما راعَني أَني أُكافح طالِباً
وَلا هالَني أَن ينقم المعشر اللدّ
وَلَكن عَلى أَن يَجهل الصَحبُ همتي
أَسفتُ عَلى أَني أَنا الرَجُل الفَرد
أُحاول أَن أُرضي الأَحبة بِالوَفا
وَيدفعني عَن ذَلِكَ الزَمَن النَكد
فَيا لَهفا أَن يُعجِزَ الشَهمَ حَظُّه
لَدى قَومه عَن دَرك ما يَقتَضي الجَدّ
وَلَكنها الأَيّام يُحمَلُ جورُها
عَلى ما اِقتَضَت حَتّى تَروح كَما تَغدو
وَإِني لأعَفو عَن ذُنوب نقمتها
عَليها مَتى ما أُبلغ الغايةَ الجهدُ
فَإِن تَبتَغي عِندي الجَميل فَقُل لَها
قَريب ولَكن عِندَما يحسن القَصد