أَتُنكرُ وَجدي وَانتحابي وَأَدمعي
وَقَد عاينت عَيناكَ في الحُبِّ مصرعي
أَما يبعث الأَحزان مَرأى معاهدٍ
مِن الأنس قَد أَمسَت كَبيداء بلقع
رَعى اللَه من راعوا فؤادي وَأَجمعوا
عَلى طُول هجري وَاِرتضوا لي تفجُّعي
أَقاموا غرامي وَاستجادوا تهتُّكي
وَلذَّ لهم ذلّي وَعافوا تولُّعي
وَما ساءَني إِلا عُهودٌ تقدّمت
أَضاعوا وَما لي في الهَوى لَم أُضيِّع
فَيا رُبَّ يَومٍ لي وَيا رُبَ لَيلةٍ
قضيتُ بهم زاه اللقا وَالتجمُّع
أَروح بهم لاهٍ وَأَغدو مُهَلِّلاً
بما نال طَرفي أَو بما سَرّ مسمعي
فَلا غَدوةٌ إِلا إِليهم غدوتُها
وَلا روحةٌ إِلا أَروحُ وَهم معي
تعشّقتُ ظبياً بين رَبربهم طَلاً
فطبَّعتُه حتى نأى عن تطبُّعي
أَلا لا يَلوم اللائمون صبابَتي
وَإِلا فَإِن لاموا فها أَنا لا أَعي
أَلا لا يسرّ الشامتون فربما
يَعودُ التَداني بَعد هَذا التمنّع
يَقولون لا تجزع وَمَن يَحمل النَوى
فَيا قَلب ذُب وَجداً وَيا عَينُ فاهمعي
فَقلت أَخا النصح اتّئد في نصيحتي
أَتُنكرُ وَجدي وَانتحابي وَأَدمعي